سكريبت رحيل وتميم (كامل) بقلم الاء محمد
يعني إيه يا رحيل عايزة تقلعي الحجاب؟هو الحجاب لعبة؟ تصحي الصبح تقولّي هقلعه؟
رحيل وهي بتبعد عينها عنه…و بتحاول تفضل ثابتة.
– أنا… مضغوطة. نفسيتي بايظة. مش قادرة… بجد مش قادرة يا تميم.
تميم بيقرب منها خطوة، وصوته يهدى:
– ومضغوطة يعني الحل إنك تقلعي؟
رحيل بنرفزة:
– وفيها إيه يعني؟
ما البلوجر بيقلعوا… ونص البنات بتقلع… وفي الآخر بيكملوا حياتهم!
تميم بنبرة سخرية:
– آه… بس إحنا مش شبه البلوجر، ولا شبه نص البنات اللي بتقولي عليهم.
إحنا ناس… وهم ناس تانية خالص.
رحيل وهي بترد العند:
– طب وفيها إيه يعني بعد كل العند ده؟
هو إيه اللي هيحصل؟ أنا تعبت يا تميم… أنا بجد حاسّة إنك مقيّد حريتي.
تميم بصدمة وعصبية:
– حريتك؟! حريتك إيه يا رحيل؟!
انتي بقالك فترة متغيرة وأنا ساكت… بقول يمكن تهدي… يمكن تفوقي.
من بعد ما كنتِ بنت بتلبس الجيبات والدريسات…
بقيتي تلبسي بناطيل ضيّقة وهدوم قصيرة!
وانا مش بقول لأ… أنا كنت بحذّرك، وكل مرة أقول معلش، يمكن بتتغيري… كلنا بنتغير.
وأنا كل شوية أنبه… أقولك: يا رحيل كده غلط…
وتقولي حاضر وتتجاهلي.
ولما نخرج نتخانق… كل مرة بسبب لبسك!
قرب منها خطوة، وصوته يبقى أعمق:
– بس دلوقتي؟ دلوقتي وصلنا لمرحلة إنك عايزة تقلعي خالص؟
أنا كل ما أقولك نهدي، نقعد ونتفاهم…
طب دلوقتي؟.
رحيل ببرود متعمّد:
– أيوة... قلت أريحك.
تميم بعصبية مكبوتة:
– تريّحيني؟
والمفروض افرح انا دلوقتي؟
لأ يا رحيل… لا هتريحيني ولا هتبسّطيني.
ده مش بس مش هيريّحني…
ده هيغضب ربنا… وانتي عارفة كويس.
كمل و صوته بيعلى أكتر:
– تريحيني؟
الحجاب مش قيد… ولا حاجة تخصني أنا.
ده بينك وبين ربنا.
وبعدين… لو كل واحدة تعبت شوية تشيل الحجاب…
يبقى الناس كلها هتقلعه.
تميم كمل بقهر:
– لو فضّلتي على قرارك ده…
يبقى كل واحد منّا يروح لحاله.
فجأة رحيل ترفع رأسها بسرعة، مصدومة:
– إيه؟!
هو انت متجوزني عشان كنت محجّبة؟
فين الحب اللي كنت بتقولّي عليه؟
تميم يقرب منها… صوته مكسر وهو بيقول:
– أنا بحبّك… آه.
بس بحب عيالي اللي لسه مجوش أكتر.
عايزاني ازّاي أربي بنتي تقتنع بالحجاب…
وإنتِ أصلاً مش لابساه؟
هتسألك… هتقلدك… هتشوفك قدوة.
رحيل وعينها بتلمع… تحاول تخبي ضعفها وتقول باستسلام:
– تمام… ماشي.
كل واحد يروح لحاله، طول ما أنت مش مقدر أني مضغوطه؟
نظرة تميم تتكسر بالكامل…
بصّة وجع، مش غضب.
ياخد نفس طويل…
وياخد تليفونه… مفاتيحه…
ويمشي للباب من غير كلمة.
قبل ما يقفل، يبصلها آخر بصّة…
بصّة كأن آخر حاجة كان متمسك بيها وقعت منه.
ويخرج.
---------------------------------
عدّى يوم… واتنين… وتلاتة.
وتميم ما رجعش. ولا تليفون… ولا رسالة… ولا حتى علامة.
رحيل في الأول كانت عنيدة…
بعدها قلق…
بعدها خوف…
وبعدين قلبها اتقطّع حرفيًا.
لحد ما في ليلة… وهي قاعدة على الكنبة، سامعة صوت مفاتيح الباب.
قلبها وقع.
جريت… حرفيًا جريت لحد الصالة.
ولما شافته واقف… تعبان، وهزيل شوية، وعينيه محمرة… اتخضّت:
وفجأة رمت نفسها في حضنه.
– تـ… تميم!
حبيبي كنت فين؟
خضّـتني عليك… أنا كنت بموت من خوفي!
تميم وهو بيبعد حضنها بهدوء…
هدوء شرخ قلبه وشرخ قلبها.
تميم:
– أنا بخير… الحمد لله.
تعالي… عايز أتكلم معاكي شوية.
يقعد… وهي تقعد جنبه، جسمها مرعوش من القلق.
يبصلها في هدوء قاتل.
تميم:
– ممكن أعرف… ليه؟
ليه كنتِ عايزة تعملي كده؟
رحيل تشهق… تحاول تبرر:
– كنت مضغوطة… وحسّيت إني مخنوقة…
وشفت البلوجر بيقلعوه…
وكلهم بيقولوا إنهم حسّوا براحة نفسية…
ف… فقولت يمكن…
يرفع إيده كأنه بيقول بس.
– بصي… أول نصيحة…
إحنا مش شبه البلوجر.
ولا حياتنا شبه حياتهم.
ولا ظروفنا شبه ظروفهم.
ودول… معظمهم بيعملوا كده عشان يعلّوا الريتش…
مش عشان ده قرار ديني أو نفسي أو حياة.
يسكت لحظة… ويكمل بحزم هادي:
– إحنا مش بناخد ديننا من ناس،
إحنا بناخده من ربنا.
رحيل تدمّع… بس تسكت.
– تاني نصيحة…
مش أي حد يعمل حاجة… أبقى أقلّده.
ده لعب شيطان…
يزين الحاجة في عينك… يخلي الغلط باين إنه راحة.
وانتي قلتيها بنفسك…
أقلتيها من غير ما تفكري…
لا صح ولا غلط… لا حلال ولا حرام.
يقرب منها شوية، صوته يلين:
– رحيل…
الحجاب مش قطعة قماش.
ولا حاجة بنلبسها عشان المجتمع.
ولا لابسينه عشان بعض.
الحجاب عبادة… زي الصلاة… زي الصيام.
فرض ربنا… مش اختراع بشر.
ينزل صوته وهو يقرأ:
– ربنا قال:
{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ}
يعني تغطّي صدرك وشعرك…
وكلمة خُمُرهن دي واضحة…
غطاء الرأس.
يكمل بنبرة حنونة:
وقال النبي ﷺ:
«المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان»
يعني الشيطان بيزين ظهورها… وبيستضعفها.
رحيل تبص تحت… دموعها تنزل واحدة ورا التانية.
– الحجاب يا رحيل…
مش حاجة بنقلعها لما نتعب.
ده اللي يحمينا لما نتعب.
يمسك إيدها… أول لمسة من 3 أيام:
وانا… مش كنت زعلان إنك بتفكري تقلعي.
أنا كنت زعلان إنك شايفه إن الحل إنك تبوّزي حاجة بينك وبين ربنا.
كنت خايف عليكي… مش مني…
من الدنيا… ومن نفسك.
رحيل تنهار… دموع صامتة تهز كتفها:
– أنا… فعلاً… مكنتش فاهمة.
مكنتش شايفة أي حاجة.
ماكنتش حتى بفكر.
يمسح دموعها بإيده… لمسة كلها حنان وكسرة:
– أنا مش هرجع أضغط عليكي.
بس عايزك تفكري…
تفكري بعقلك… وبقلبك…
مش بعينك على ناس ملهاش دعوة بيكي.
يبصلها بعمق:
– أنا معاكي…
بس عايزك تبقي مع ربنا الأول.
تقرب منه… وتحضنه المرة دي بوعي… بصدق… بتوبة.
وهو يحضنها أخيرًا…
كان حضنها لسه دافئ…
حضن رجّع لها النفس اللي كان بيتقطع.
بس تميم… فجأة طلعها من حضنه بهدوء،
مش رفض… لا.
احترام.
وتوجيه.
مسك كتفها بإيده… وبصّ في عينيها نظرة كلها خوف عليها وحب فيها.
تميم بصوت ناعم لكن ثابت:
– رحيل…
لما تبقي تعبانه…
أو مضغوطة…
أو مخنوقة…
أول حد تروحي له تلقائي هو ربنا.
قبل أي حد…
قبل أي حد.
حتى أنا.
رمشت…
قلبها وقع من الموقف… من كلامه… من صدقه.
– صلي.
افتحي المصحف.
اقري أي آية… حتى لو آية واحدة.
قولي يا رب…
هتلاقي الوجع بينزل…
والضغط بيخف…
والدنيا بتهدى.
قرب منها خطوة وكمل:
– وأنا بعد ربنا…
أنا موجود ليكي.
مش ضدك…
ولا مسيطر عليك…
ولا باخد منك حرية.
أنا عايزك أقوى…
وأقرب…
وأهدى.
رحيل تبصله بحب.
وهو يكمل بهدوء:
رحيل…
أنا عايز أنا وإنت نكون في الجنة مع بعض.
نساعد بعض على العبادة.
نقوّي بعض.
مش نضيّع بعض.
فجاة رحيل تتنفض من جوه…
وتحط إيدها على صدرها كأن الكلام دقّ فيها.
رحيل بهمس مكسور:
– أنا… أنا عايزا كده برضه يا تميم.
يمسك إيدها…
وبصوته الطري يقول:
– خلاص…
نبدأ من جديد.
مع ربنا…
ومع بعض.
بعد ما خلّص كلامه وهدأت دموعها…
مدّ تميم إيده بهدوء،
مسك إيد رحيل بين كفّيه…
كأنه بيصالح قلبها قبل عقلها.
رفع إيدها لوشّه…
وبصّ في عينيها نظرة مش محتاجة شرح.
تميم بصوت منخفض، دافئ، يطلع من القلب:
–أنا مش عايز غيرك…
ولا عمري شفت راحتي إلا معاكي.
وقرب باس دمغها.
„لم أجد معنى لِلدُّفءِ إِلا في ملامحك، كأنَّ حنان العالمِ تشكلّ في عينيك، مضيتُ عُمرِي أبحثُ عن الأمانِ، لما أكُن أعرِفُ إنَّهُ يسكُنُّ كَفِّ يديك‟.>>>>♡
----------------------------
مساء الخير عزيزي القارئ العسول✨♥️
الحدوتة المرادي خفيفة ولذلذة وأتمنى تهون عليك تعب اليوم الصعب
بقلميّ /آلَاء محمد حجازي
#حواديت_لُولُـــو. 💗🎀
#AlaaMohammedHijazi
تمت
